قداسة الفكر

شارك بهذا المقال !

القديس بولس الرسول يقول فى ( فى 4 : 8 – 9 ) أن نفكر فى هذه الأشياء " كل ما هو حق ، كل ما هو جميل ، كل ما هو عادل ، كل ما هو مُسر ، كل ما هو صيته حسن " إن كان فضيلة أو مدح ففى هذه إفتكروا.
موضوع قداسة الفكر مهم جداً لأبديتنا . لماذا ؟ لأن ساحة القتال الحقيقية مع عدو الخير هى الفكر.
فيقول القديس بطرس الرسول " نظير القدوس الذى دعاكم كونوا أنتم أيضاً قديسين فى كل سيرة لأنه مكتوب كونوا قديسين لأنى أنا قدوس " ( 1 بط 1 : 14 ) أوصى الله بنى اسرائيل فى القديم بالقداسة .
ربنا قدوس قداسة مطلقه أما نحن قديسين قداسة نسبية .
ربنا قدوس بمعنى أنه خال تماماً من الخطية، أما بالنسبة لنا فالقداسة معناها أن:
1- نجاهد فى طريق القداسة، نجاهد ضد الخطية.
2- نصير ملك لربنا، لأن كلمة تقديس تساوى تكريس تساوى تخصيص تساوى بتاع ربنا.
فى العهد القديم أمر ربنا موسى أن يصنع دهن مقدس ويمسح به خيمة الاجتماع وكل آنيتها وقال له أن كل من مسها يصير مقدساً، فى العهد الجديد

بزيت الميرون يدشن مذبح الكنيسه وأوانى المذبح والأيقونات أى نكرسها فتصبح ملك لربنا، فلا يمكن استعمال المذبح المدشن كتربيزه والكأس المدشن لا يمكن استعماله لشرب الماء اذا عطش أحد، لأن كل ما هو مدشن أصبح ملك لله
فلا يستعمل الا فى سر الافخارستيا.
الانسان المسيحى المُعمَد الذى ولد ميلاد جديد من جرن المعموديه، وندهنه بزيت الميرون 36 رشمه على رأسه وعينيه وودانه وفمه وقلبه وبطنه وظهره وايديه ورجليه، فأصبحت كل أعضائه مقدسة أى ملك لربنا ومخصصه لربنا.
القداسة لا تعنى أن يصبح الانسان معصوم من الخطأ، أو غير قابل للسقوط، فالله القدوس هو فقط الذى لا يخطئ، أما نحن كما يقول القديس يوحنا الحبيب " إن قلنا أننا لا نخطئ نجعله كاذباً وكلمته ليست فينا " ( 1 يو 1 : 10 ) ولكن هذا لا يعنى أننا نستمر فى الخطيه ولكن نجاهد ضد الخطية لأن الخطية خاطئة جداً ومدمرة للانسان على كل المستويات.
خطورة الأفكار :-
ما من عمل يعمله الانسان إلا وفى بدايته عبارة عن فكره، فالقناعه الفكريه هى وليدة الأعمال، انسان دخل الدير مثلا، الحكاية فى بدايتها كانت فكره عنده أن يقدس حياته وعمره لربنا، درس الموضوع واستشار أب اعترافه وجرب نفسه ونفذ، ففى البدايه كانت فكره. وهكذا أى مشروع.
+ قصة سقوط الانسان كان فى بدايته فكرة الشيطان رماها لحواء " أحقاً قال لكما الله أن تأكلا ... " ولفت الحيه دماغ حواء وقالت لها " دا انتم لو أكلتم من الشجرة تنفتح أعينكما .. وحواء انخدعت بالفكره ونفذت " ، فالأفكار هى أساس الأفعال ، لذلك ربنا لا يحاسبنا على أفعالنا فقط لكن أيضاً على أفكارنا، وربنا يعلم افكارنا فيقول الكتاب " وعلم يسوع افكارهم " وعندما استضاف الرجل الفريسى السيد المسيح ودخلت المرأة الخاطئة التائبه وبلت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها
فقال الفريسى فى قلبه: لو كان هذا نبياً لعلم من هذه المرأه وما حالها إنها خاطئة " فعرف يسوع ما كان يفكر فيه الفريسى وعاتبه ووبخه.، فالله يعلم افكارنا وسيدين افكار كل البشر لأن الفكر الردئ ينتج عنه عمل ردئ، لذلك فأن أهم ميدان نتقابل فيه مع الشيطان هو ميدان الأفكار.
مثال:
1- الارهاب يحدث فيه أن تأخذ الجماعات المتطرفه الشباب ويعطوهم أفكار أنهم عندما يدمروا الناس والأماكن هذا جهاد فى سبيل الله وسوف يكون لهم الجنه.....
فيقتنع هؤلاء الشباب وينفذوا والبدايه كانت فكره حتى وصلت لعمليه انتحاريه.
2- واحد عايز يسرق لكن ضميره بيؤنبه، وصاحبه قاله انت مستحرم تسرق، دا احنا بنعمل توازن اجتماعى، ليه يكون فيه غنى وفقير ،ربنا عايزنا نكون كلنا زى بعض، وفعلا يقتنع بالفكره ويسرق وضميره مرتاح تماماً.
مثل صينى : " ازرع فكرة تحصد عملاً، ازرع عملاً تحصد عادة ، ازرع عادة تحصد سلوك، ازرع سلوك تحصد أخلاق، ازرع أخلاق تحصد منها مصير أبدى " لذلك يقول داود النبى ( لتكن جميع أقوال فمى وفكر قلبى مرضيه أمامك ) لأن الأفكار هى أساس الأفعال.


ويقول السيد المسيح " من نظر لإمرأه ليشتهيها فقد زنى بها ( فى قلبه ) " مع أن النظر والشهوه كانوا فى مجال الفكر فقط. لكن الفكر الوحش ممكن يقود لعمل وحش.
+ انسان يقول " أنا أفكارى اللى جوايا ما بأذيش بيها حد ايه المشكله ؟ ، المشكله هى انها ممكن تخرج فى يوم من الأيام فى صورة فعل مش كويس لذلك فهى خطر على حياتك مثال اللى بيربى كلب على الافتراس والتوحش ويقول ما أنا ما بأذيش بيه حد وبأقفل عليه . لكن الكلب دا لو انتهز الفرصة وخرج أكيد هايؤذى الاخرين،
+ كمان خللى بالك انه حتى لو الأفكار اللى جواك ما بتؤذيش بيها حد إلا أن الله سيدين خفايا الانسان وأفكاره.
فى سفر يونان (2 : 8 ) " الذين يراعون أباطيل كاذبه، يتركون نعمتهم " يعنى اللى
يراعى جوا قلبه أباطيل وحشه يترك النعمه بتاعته.
داود النبى يقول " ان راعيت اثماً فى قلبى ،لا يستمع لى الرب " ( مز 66 : 18 ) والاثم اللى رعاه فى قلبه ده ما عملوش لكنه مع ذلك فصلوا عن ربنا.
+ الفكر أول وأهم ميدان فى الحرب مع الشيطان
+ الفكر اساس العمل + الله يعلم وسيدين أفكار البشر
+ الفكر الباطل يفقد الانسان نعمته + الفكر الشرير يمنع استجابة الله لنا
+ خداع الفكر :
لما الشيطان يلاقى ولد ولا بنت من بنات ربنا ويكون عايز يوقعه فى الخطيه، ما بيجيلوش مره واحده لكن بيجيبها بالتدريج البطئ الغير واضح ويلف على الشخص وتكون فى بدايتها هدف نبيل وشويه شويه يسحب ويستغل مؤثرات خارجيه وداخليه، ذى ما عمل مع حواء بعد الفكره ما دخلت جواها بدأت تبص للشجرة تلاقيها ( جيده للأكل ، بهجه للعيون ، شهيه للنظر ) مؤثرات خارجيه، بدأت تشوف الشجرة أجمل مع انها قدامها على طول. وكمان ها تنفتح عيونها وتصير مثل الله " مؤثرات داخليه " فبدأ يحصل الخداع وأكلت. لذلك أوعوا تصدقوا خداع الفكر ، اوعوا عدو الخير يوريكم مكاسب من الشر فتقولوا آه فعلاً وتنخدعوا ... يعنى مثلاً يقولك ، لو سرقت ها تبقى غنى، فلان وفلان سرقوا وتعالى شوفهم النهارده، لو ربنا زعلان منهم مكانش وصلوا للى هم فيه خداع.


+ ممكن عدو الخير ما يجيبهاش كده لكن يقول الواحد يعنى ما يبقاش رجعى ومتخلف عن روح العصر، كل الناس بيعملوا كده، كل اللبس اللى فى السوق كده، حياة الشباب لازم تكون كده، لازم تجرب كل حاجه، حب استطلاع... فتبتدى تدخل جواك فكره خاطئه.
قصة شاب مره قعد مع أبونا يعترف. قاله انا يا أبونا اتأخرت فى الزواج والظروف والمعيشة ومتطلبات الزواج الكثيره، وبعدين، قال انا كده قلت انا ها اتأخر فى الجواز، طب ما آخد وقتى بدرى، وبعدين سقط فى خطية زنى. فكره وحشة خادعه من الشيطان
اسقطت هذا الشاب . هو الشيطان قاله يا مسكين يا غلبان انت مش قادر تتزوج ومادام انت مش قادر تتزوج اغلط وربنا عارف وهيسامحك، وهذا خداع الشيطان، لكن ما يجيش عدو الخير بفكر الدينونه الرهيبه والعذاب الأبدى المعد للأشرار... لأ ؟ أو يبدأ الشيطان معك بافكار وطموحات للمستقبل، أفكار حلوه مافيهاش حاجه وبعد شويه شويه يدخل فيها أفكار الشهوة والجسد، معروف عن الشيطان عند آباء البريه انه فتال حبال وباله طويل. لذلك على أولاد ربنا أن يكتشفوا خداع الأفكار بنعمة ربنا اللى جوانا اللى بتعطينا تمييز وإفراز وحكمة ويكون دايماً الواحد منا يقظ لفكره.
+ وكمان أعطى ربنا للانسان خيال واسع يمكنه أن يتخيل به حاجات لم تحدث أو يتخيل اختراع غير موجود فى الواقع، فكل الاختراعات الجميله الموجوده حالياً كانت فى أساسها موجوده فى خيال العلماء، ففكر الانسان خصب جداً وواسع جداً، تخيلوا لما عدو الخير ياخد هذا الخيال لصالحه ويخلى الخيال ده كله الانسان يقعد يتخيل بيه أمور غير مقدسه.
الخيال الذى أعطاه ربنا لنا لكى نستخدمه فى أمور مقدسه ونسمو به ونتأمل أعمال الله ونقدم به أعمال مثمره لناوللآخرين.
+ فاحترسوا من أن تنخدعوا بالأفكار، أو تتلذذوا بيها أو تتفاوضوا معاها أو تتركوا العنان للخيال الواسع انه يسرح فى أمور غير مقدسه.
العلاج :-
(1) قداسة الفكر :
رأس الانسان تشبه المطحنه أو المفرمه، لو حطيت فى المفرمه لحمه تخرج كفته ، أو مكونات الطعميه ( فول ، بقدونس ، بصل ... ) تخرج طعميه.
ياترى حد حط لحمه طلعت طعميه ، ما حصلتش، اللى هاتملى بيه المفرمه ههتفرمه المفرمه، فلو حطيت فى مخى حاجات حلوه، هايطلع حاجات حلوه ولو حطيت صور وحشه وأفلام وحكايات غير مقدسه وأغانى هايطلع أفكار وحشه.
+ لما الواحد بيكون تحت تأثير البنج بيبقى central ضعيف والواحد بيطلع الحاجات اللى متخزنه جواه ، اللى فى عقله الباطن ، التخاريف اللى فى اللاوعى، فبيقولوا عن أبونا
بيشوى كامل انه عمل عمليات كثير، ولما كان بيفوق من البنج يقول أجزاء من القداس والتسبحه بلحن متقن جداً، جات من اين؟ من العقل الباطن.. الخزنه اللى جواه ،
فلو عايز أفدس فكرى أملأه بالترانيم والمزامير والألحان وسير القديسين والقديسات وآيات الكتاب المقدس والتسبحه كما يقول القديس بولس الرسول " أما نحن فلنا فكر المسيح " أى نفكر بفكر المسيح.
والحقيقه ان المشكله ليست فى الفكر فى حد ذاته، لكن المشكله فى التجاوب مع الفكر ، والحكايه تبتدى بفكره وتنـزل الفكره على القلب وتملك عليه وبعدها تملك على الاراده والسلوك ، فيقول الكثير أثناء الاعتراف لأبونا لماذا إرادتى ضعيفه ؟ والاجابه هى اننى بأترك الأفكار، فتكون جذور جامده على القلب فتكتفه وكذلك تكتف الاراده والسلوك. والعلاج ؟ بصلوات وجهاد كثير ننزع الأفكار السيئه من القلب ونضع مكانـها أفكار مقدسه ،وساعتها نشعر أن الاراده شدت حيلها.
أوعى تستسلم لليأس او الاحباط أو لكلمات عدو الخير انه مافيش فايده.، ولكن أذكر من اين سقط وتب " (رؤ 2 : 5 ) كما أرسل ربنا لملاك كنيسة أفسس.
(2) هدم لمح الفكر ( مار اسحق السريانى )
لو جات دبانه علشان تدخل فى عينى أو فمى أهشها على طول قبل ما تدخل، وهو ده لمح الفكر، انى أول ما ألاحظ فكره وحشه، هتدخل أرفضها من أول لحظه، لكن لو تركت الفكره تدخل وتملك ولما أفوق أقول لأ دى فكره وحشه هيبقى صعب التخلص منها لأن الأفكار دى عامله زى الضيف الرذل، اللى يدخل وبعدين يقول فى الحقيقه أنا ما أكلتش من الصبح، فيقولوله اتفضل غدا، وبعد الغدا يقولهم أنا تعبان ممكن أريح شويه، يقولوا اتفضل، وبعدين يقولهم أنا شغلى قريب منكم، ممكن أخد مفتاح شقتكم علشان أبقى آجى أريح عندكم شويه، وبعدين شويه شويه يبتدى هذا الضيف يتحكم فى نظام البيت ويأمر وينهى ويبقى صعب التخلص منه، فالفكره فى حد ذاتها ممكن أكون غير مسئول عنها ، جاءت من المجتمع والشارع والتليفزيون ..... ، لكن أنا مسئو ل عن التجاوب مع الفكره. والسعى اليها ( بالكلام والحكايات والأفلام والصور الغير لا ئقه)
+ يوجد قول مشهور للقديسين " أنت لا تستطيع ان تمنع الطيور من أن تطير فوق رأسك، لكنك تستطيع أن تمنعها من أن تبنى لها عششاً فى رأسك " لذلك فالله لا يديننا
على الفكره فى حد ذاتها بل على التجاوب مع الأفكار التى كلما تركتها تكون أصعب فى طردها لذلك لابد من هدم الفكر فى الحال، ونحن لدينا سلاح قوى وفعال ضد الأفكار وهو اسم السيد المسيح، صلاة يسوع ( ياربى يسوع المسيح ) سواء بطلبات أو بدون طلبات، والكتاب يقول " اسم الرب برج حصين، يركض اليه الصِديق ويتمنع "، والأنبا أنطونيوس لما كان يجيلوه فكر وحش كان يقول " ليقم الله وليتبدد جميع اعدائه ) يعنى يلجأ لربنا ويقوله " قوم اضرب الفكر ده "
(3) ترديد كلمة ربنا باستمرار :
خلى دايماً كلمات الانجيل جواك واسرح فيها وردده باستمرار، فلو جه فكر وحش تلاقيه مش ماشى مع الفكر اللى جواك، فالمكنه بتاعتك ترفضه، زى راديو مظبوط على موجه معينه ما يستقبلش غيرها.
+ عدو الخير يحاول أيضاً السيطره على خيالنا لذلك علينا أن نقدس خيالنا بكلمة ربنا، فنتخيل باسمرار أحداث الكتاب المقدس، ونتخيل مثلا الرب يسوع على الجبل يعلم الجموع وأتخيل نفسى قاعد فى وسطهم بسمع وبأتجاوب مع الكلام وبأسرح فيه، وبأشوف المسيح وهو نازل من على الجبل وداخل السفينه ، وهو بينتهر الريح والبحر، وهو بيشفى المفلوج ....... وبكده أملأ خيالى وأشغله بأمور مقدسه تغير الفكر وتطرد منه أفكار الظلمه، وكذلك تنير فكرك بكلمة ربنا فتهرب منه الأفكار الدنسه لأن الظلمه لا تأتى الا فى غياب النور.
(4) كشف الفكر :
أكشف أفكارى أمام أب الاعتراف، لو فيه فكر كراهيه لانسان، أو ادانه أو أفكار حسيه و جسديه ، نكشف الفكر باستمرار ونفضحه فنشفى منه.


(5) احذر فراغ العقل :
المثل بيقول " العقل الفاضى معمل للشيطان " خلى دايماً فكرك مشغول، كما يقول القديس معلمنا بولس الرسول " أنتم الذين أمام عيونكم قد رُسم يسوع المسيح بينكم مصلوباً " ( غلا 3 : 1 ) يعنى ارسمه قدامك وتخيله، وبكده يحدث تقديس للفكر.
كما نقول فى القسمه " ارسمى جرحه أمامك ... "، الفكر دايماً ما يبقاش بطال، لذلك من التداريب الروحيه اللى ممكن تساعد ان الواحد يبقى مشغول دايماً بحاجه " زى المذاكرة، أو المهرجان فى الصيفً " ولما واحد يلاقى شغلانه وتكون مش جايبه همها، يشتغلها لحد ما يلاقى غيرها، لأن أضرار عدم الشغل أصعب بكثير من اضرار الشغل، فلا نترك عقلنا راكن ليس له قيمه. الدول المتقدمه لا نجد عندهم العنف لأن الفكر دايماً مشغول وهذه الدول بتشجع الناس على الدراسه باستمرارويعطوا لهم مراكز أكبر ومرتبات أكبر فيظل الشخص حتى 60 سنه ويكون لسه بيدرس.
+ ومن أجمل المجالات التى يشغل الانسان نفسه بها هى القراءة ، ومكتبة الكنيسه مليانه بالكتب فى كل المجالات مثل كتب البابا شنوده، ولما الانسان يقرأ يلاقى فكره اتجدد " تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم " يعنى الشكل يتغير بتجديد الذهن، فلو واحده لبسها لا يمجد الله الأفضل أن نجدد فكرها نفهمها أن أجسادنا هياكل للروح القدس فيلزم أن يكون لها الوقار اللائق بالله الساكن فى داخلها " والسيد المسيح قال " ويل لمن تأتى بسببه العثرات " وأن بعد السقوط صنع الله لآدم وحواء مآزر من جلد وكساهم بها، فلو ربنا أراد لنا العرى كان سابنا، لكن هو أراد لينا الحشمه وهكذا لما تقتنع تأخذ بالها من لبسها.
أما عن الأفكار الحسيه والجسديه :
سؤال : إن كان الله يريد لنا القداسه، لماذا خلق فينا الجنس؟
الجواب : ببساطه لأن الجنس لا يتعارض مع القداسه، والدليل أن الجنس كان موجوداً قبل السقوط وربنا لما خلق آدم وحواء خلقهم باعضائهم الجنسيه (من البدء خلقهم هكذا، ذكراً وأنثى خلقهم) " تك1"(وقال لهم إثمروا واكثروا وإملأوا الأرض) " تك1" وهذا عن طريق العلاقات الزوجيه. فالله خلق الجنس قبل السقوط وكذلك خلق الميل الجنسى بين الرجل والمرأه قبل السقوط، لكنه كان نقياً وكيف لا يكون نقياً وهو من صنع الله، وجعل الله فى الانسان صفة الاتحاديه أى امكانية الاتحاد بالآخر والاتحاد بالله. لذلك فى سر الزيجه يتحد الزوجان ويصيران واحداً بعمل الروح القدس فيهم، وكأن الاتحاد فى الزيجه بين الزوجين هو خطوه تمهيديه أو صوره أو وسيلة ايضاح أو مقدمه لاتحاد البشر بالله فى حياة أبديه فى زيجه روحيه غير جسديه. هذا كان هدف الله من خلقته للانسان جنسين مختلفين.
+ والطاقه الجنسيه فى الانسان هى طاقه غيريه، وطاقة انفتاحيه لخدمة الغير، جعلها الله فى الانسان لكى يخدم بها عائلته ويضحى ويبذل من أجلهم وإذا تسامت أكثر تتحول نحو الخدمه والحب والبذل لأجل الآخرين بوجه عام. لذلك كل ما كان الانسان خدوم وبازل وغير منطو على ذاته، كلما قلت فيه الضغوط الجنسيه، ومن هنا نشأت فكرة البتوليه والتكريس. فالبتوليه فى المسيحيه هى تسام وارتفاع بالجنسيه الى حالة الزيجه الروحيه وهذه تكون بدعوة خاصة من الله لأن لكل انسان موهبته.
+ فالجنسيه فى الانسان تختزن داخلها طاقة حب وطاقة اتحاد لا يتوقفان عند حدود الزوجين بل ينتشران أفقياً ليتحقق من خلالهما الحب والاتحاد بالبشر ورأسياً ليتحقق من خلالهما الحب والاتحاد بالله، شفتم ازاى ان الجنس فى الانسان شئ رائع ؟
+ فالجنس فى الانسان هو طاقة حب، طاقة عطاء، طاقه انفتاحيه وطاقه غيريه، وأيضاً طاقة ابداعيه تدفع الانسان الى صقل المواهب والى الانتاج الفنى والانتاج الأدبى أو العمل اليدوى، وأيضاً الطاقة الجنسيه فى الانسان تدفعه للالتصاق بالله والجهاد من أجل القداسه فتتقوى فينا الاراده وينمو الانسان روحياً، فالطاقة الجنسيه فى الانسان أمرٌ مبارك أودعه الله فينا لفائدتنا ومن الخطأ أن نخجل منهاأو نعاديها أو نعمل ضدها ولكن علينا أن نحسن توجيه هذه الطاقه فى مجالات الخدمه والابداع والانطلاق روحياً ،فمعظم شهداء وشهيدات الكنيسه شباب.
+ أما إذا أسئ استخدام هذه الطاقه الجنسيه فينا، صارت طاقه مدمره تؤدى بنا الى الذاتيه، الانعزاليه، الانطوائيه، والمتاعب النفسيه، السلوكيه والاجتماعيه والصحيه وفقدان القداسه وفى النهايه هلاك أبدى.

 ( القس أندراوس منير )

0 التعليقات :

إرسال تعليق

:a :b :c :d :e :f :g :h :i :j :k :l :m :n :o :p :q :r :s :t

  • الكنيسة المعلقة
  • الكنيسة المعلقة
  • الأنبا شنودة الثالث
  • ملاك الرب
  • قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث
  • مجدا لربنا والهنا يسوع المسيح
  • saviour
  • أبرع جمالا من بني البشر
  • أم النور
  • أنا هو الالف والياء، البداية والنهاية، الاول والآخر
  • الراعي الصالح
  • القديس يوسف النجار
  • القديس يوسف النجار
  • القديس يوسف النجار
  • القديس يوسف النجار
  • القديس يوسف النجار
  • القديس يوسف النجار
  • القديس يوسف النجار
  • سحابة القديسين والشهداء
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك
  • الملاك
  • الملاك
  • الملاك
  • الملاك الحارس
  • الملاك
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • description
  • description
  • description
  • description
  • description
  • description
  • description
  • description