الراهبة فيرونيا شهيدة العفة

شارك بهذا المقال !

في أثناء الاضطهادات التي عمّت مصر سنة (749م) دخل جنود مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين دير للعذارى نواحى أخميم، وبعد أن نهبوه أرادوا اغتصاب راهبة تدعي فيرونيا فتنوا بجمالها!

أما هى فاستمهلتهم قليلاً ودخلت قلايتها وألقت بذاتها بين يدي الله باكية، طالبة الخلاص من الدنس ثم خرجت إليهم بحيلة ألا وهى: أن يتركوها لعبادتها مقابل جميلاً تعطيه لهم تعلمته من أسلافهم، وهو زيتاً تقتنيه إذا دهن به أحد أى جزء من جسمه فإن السيوف لا تعمل فيه

ولكي تبرهن على ذلك دهنت عنقها وطلبت أن يضرب أحدهم بسيفه على عنقها، فكانت النتيجة أن انفصلت رأسها عن جسدها، فاعترى الجنود خوفاً شديداً وندموا على ما فعلوه وغادروا الدير بعد أن تركوا ما نهبوه

أحبائي
إن الخطية لا تشبع ولا تُشبع آلاما تسبقها وآلاما تلحقها.. وهى كالماء المالح لا يروى بل يضاعف شعورنا بالعطش والحكيم هو من يبحث عن ماء الحياة وليس الماء الملوث




سيرة وحياة القديسة الشهيدة العفيفة فبرونيا ( افرونيا )

    نشأة الشهيدة :-
-         ولدت الطفلة فبرونيا فى سوريا ( بلاد الشام ) من ابوين مسيحيين وارسلها والدها الى الدير نذيرة للرب مثل صموئيل النبى وكان عمرها عند دخولها الدير ثلاث سنوات فـ تربت هناك على ايدى راهبات الدير ( دير الملاك الشرقى ) بمركز جرجا بمحافظة سوهاج – مصر وكانت فبرونيا ذات حسن باهى يشبع من وجهها نور العفة والنعمة والطهارة ناضرة الشباب بارعة الجمال مشهورة فى الكمال والمحاسن الادبية تظهر على جهها ما كبرت صارت راهبة فاضلة متتلمذة على امهات الدير وكان عددهم فى ذلك الزمان ثلاثون راهبة فى ايام جبرية للبابا خائيل الاول وفى نهاية حكم الامير ( مروان بن محمد الاموى ) الجعدى اخر خلفاء دولة بنى امية فى القرن الثامن بعد الميلاد حيث كان يعاونه البشامرة فى حروبه ضد الخرسانيين العباسين فكان عند هزيمة الامير مروان انه اطلق للبشامرة حرية النهب والسلب والسبى والقتل فأخذوا يحرقون المحاصيل وينهبون الاديرة ويغتصبون الراهبات لهتك اعراضهمن واجبارهن الى ممارسة الرذيلة والفجور على الرغم انهن اردن التعفف ومن ضمن ضحاياهم اديرة العذارى التى بصعيد مصر وهجومهم على دير رئيس الملائكة ميخائيل بشرق مدينة جرجا والتابع لايبارشية جرجا واخميم الذى بينما كان ينهبونه رأوا راهبة صغيرة السن جميلة المنظر يشع من وجهها الملائكى فلم يروا فى حياتهم من فى حسنها وبهائها فلم يريدوا ان يتعرضوا لها بسوء وعرفوا ان اسمها فبرونيا فأخذوها دون غيرها لشدة جمالها وتركوا بقية الراهبات تحت الحصار وسلبوا كل ما فى الدير .. ثم بدءوا يتشاورون بخصوصها .. البعض يقول نقدمها هدية للخليفة والبعض الاخر يريد ان يقترعوا فيما بينهم اذا ان عدوا الخير حرك الشهوة فى قلوبهم وبينما هم كذلك رفعت القديسة قلبها الى الملك الحقيقى وعريسها الحقيقى ربنا يسوع المسيح الحافظ عهده ورحمته للذين يحبونه بكل قلوبهم فألأقت بذاتها بين يدى الله تبارك اسمه وجل شأنه باكية طالبة الخلاص وحفظها من الدنس ولو ادى ذلك الى قتلها . اخيرا اهتدوا ان يبقوها حية ليرسلوها الى الخليفة هدية ليستمتع بها ويشكرهم على هذه الذرة الثمينة
وعند هذا الكلام فكرت تنجوا من حيل ابليس وكيف تتخلص من هؤلاء الاشرار وكيف تحافظ على راهبنتها ونذورها للبتولية ولم يكن من السهل لشهامتها وعفتها ان تطاوعها على تسليم نفسها للذل والفجر والهوان وبعد ان نذرت نفسها لتعيش عروس طاهرة بلا دنس لعريسها الحقيقى يسوع المسيح فهى التى تركت مباهج الدنيا والعالم بما فيه منذ نعومة اظافرها وترهبنت حبا فى حياة العفة والطهارة فكيف تدنس جسدها الطاهر  " فمن يؤذيكم ان كنتم متمثلين للخير ولكن ان تألمت من اجل السير فطوباكم واما خوفهم فلا تخافوا ولا تضطربوا .. ( 1بط 13 : 3 – 15 )  وقال انطانيوس  " واما النفس التى تتدنس بالخطية فأن الله يتخلى عنها "
الزيت المقدس :-
فكرت القديسة بعد صلاة قصيرة كيف تحافظ على عفتها وطهارتها بحكمة غريبة وعجيبة جدا للخلاص بما احاط بها فطلبت مقابلة رئيسهم ( قائد المجموعة ) لكى تخبره انها ستقول له سراً عظيماً بشرط ان يتركوها . فوعدها بذلك فجاء القائد وقالت له ان اسلافنا كانو حكماء واكتشفوا سرا سلموه لأبائنا ولم يعرفوه سواهم وهذا السر هو انه يوجد زيتاً حينما تتلى عليه الصلوات وتدهن به  لا تخاف الموت ولا السيف وتضمن النجاة والحياة ولقد عرفت ان هذا فأردفت قائلة له ان اطلقن اعود الى ديرى وحافظت على طهارة رفيقاتى الراهبات سأعطيك من هذا الزيت وان كنت لا تصدقنى فأنا مستعدة ان ادهن رقبتى وانت اضرب بسيفك بكل قوتك لترى نتجة ذلك وان اردت ادهن به انت رقبتك واضربك انا ولكن القائد المنافق شك فى صحة هذا الكلام فخاف على نفسه وقال لها ادهنى انتى رقبتك واضربك انا بسيفى لانه عزم ان يجرب ذلك فيها .. ففرحت القديسة ذلك جدا لانها لا تخاف الموت بل تشتهيه افضل من الحياة فى الجسد مع الدنس والخطية اذ بذلك ستنال الحياة الابدية وطلبت منه ان تذهب الى الدير لكى تحضر هذا الزيت وتصلى ولا يتعرض هو وجنوده للراهبات بأى ضرر فأقسم لها المنافق بأنه سبيها ولا يدع احد من جنوده يتعرض لهم
-         صلاة حارة :-
-         دخلت القديسة مسرعة نحو صورة القديسة السيدة العذراء الطاهرة مريم التى هى منبع الطهارة واخذت تصلى بدموع غزيرة لكى يعينها الله بشفاعتها على حفظ طهارتها وبتوليتها لتكون عروس طاهرة عفيفة لعريسها الحقيقى يسوع المسيح ثم اخذت من زيت القنديل ودهنت عنقها امام القائد واعطته كمية من الزيت ايضاً وقالت له خذ هذا الزيت وها انا قد دهنت رقبتى امامك فأضربنى بكل قوتك وسترى النتيجة بنفسك

-         استشهاد القديسة فبرونيا :-

فأمر القائد احد الجنود الاشرار ان يتقدم لكى يضرب رأس الراهبة فبرونيا بسيفه الحاد بكل قوة بعد ان دهنت بالزيت رقبتها فركعت القديسة فبرونيا على ركبتها وابرزت عنقها وغطت وجهها دون ان يفهموا الى ما فى فكرها وعزيمتها المقدسة فى المحافظة على بتوليتها وطلبت من الجندى ان يضرب بكل قوة لكى يروا قوة الله فى هذا السر العظيم  ( اذ  كانت تقصد كيف ان الله سيسمح بأستشهادها ليحافظ على بتوليتها ويروا عظمة وشجاعة هذه الراهبة واصرارها على حياة العفة والطهارة )  فتقدم الجندى وضرب بكل قوته ففى الحال انفصلت رأس الشهيدة من جسدها فنالت اكليل البتولية والشهادة ولما شاهد القائد وجنوده ما حدث ارتاعوا اعتراهم خوف عظيم وفهموا انها ارادت ان تحافظ على عفتها وطهارتها وبتوليتها لتصل السيد المسيح بكر عذراء بلا دنس .. وبعد ذلك ندم البشامرة الجهال وحزنوا حزنا عظيما لما فعلوه بهذه الصبية العفيفة ولم يتعرضوا لأى من راهبات الدير بل تركوهم يعودن الى الدير واعادوا لهن كل ما نهبوه ورجعوا عما كانوا يريدون ان يفعلوه بهن ..
واستشهدت هذه الراهبة العفيفة فى 29 توت سنة 466 للشهداء وسنة 749 ميلادية كما ذكرت هذه القصة بواسطة يوحنا الشماس فى حياة البابا خائيل ( جمع الانبا ساويرس اسقف الاشمونين ) وذكرت فى كتب ابن المكين والمقريزى واكد ذلك المؤرخ الكبير ابو صالح الارمنى

صورة للتلوين

0 التعليقات :

إرسال تعليق

:a :b :c :d :e :f :g :h :i :j :k :l :m :n :o :p :q :r :s :t

  • الكنيسة المعلقة
  • الكنيسة المعلقة
  • الأنبا شنودة الثالث
  • ملاك الرب
  • قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث
  • مجدا لربنا والهنا يسوع المسيح
  • saviour
  • أبرع جمالا من بني البشر
  • أم النور
  • أنا هو الالف والياء، البداية والنهاية، الاول والآخر
  • الراعي الصالح
  • القديس يوسف النجار
  • القديس يوسف النجار
  • القديس يوسف النجار
  • القديس يوسف النجار
  • القديس يوسف النجار
  • القديس يوسف النجار
  • القديس يوسف النجار
  • سحابة القديسين والشهداء
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك
  • الملاك
  • الملاك
  • الملاك
  • الملاك الحارس
  • الملاك
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • الملاك الحارس
  • description
  • description
  • description
  • description
  • description
  • description
  • description
  • description